وباء كورونا بين الحقيقة والمؤامرة
يمنات
عبدالوهاب قطران
انقسم عامة الناس وخاصتهم حول حقيقة وباء كورونا ،بين تبسيطي ينكر وجود الوباء ويتعامل بخفة ولامبالاة واستهتار وعدم اكتراث بهذا الوباء ،وفي احسن الاحوال غير مصدق أن الوباء موجود على الاقل باليمن عامة و بصنعاء خاصة،وعلى راس المستهترين سلطة الواقع بصنعاء”الحوثيين” ، تركوا الابواب مفتوحة على مصراعيها ،وتعاملوا بخفة واستهتار ولامبالاة مع الكارثة الوباء تكتم وإنكار لوجود الوباء ،اسواق صنعاء مزدحمة ،مساجد مفتوحة تعج بالمصلين بصلاة الجمعة والجماعات والتروايح والقيام ، والوباء القاتل ينتشر بصمت بين الناس،حتى صحونا صباح العيد على كارثة محققة ..
نتصفح فقط منشورات الاصدقاء بالفيسبوك بالصفحة الرئيسية وهي تعج بالتعازي واخبار الوفيات لاقاربهم واصدقائهم،والى اللحظة الارقام بتصاعد …
وهناك من يكتب أن وباء كورونا غير خطير وغير قاتل ويبث روح الاستخفاف بالوباء..
وفي الحقيقة ومن خلال تتبع تاريخ الرأسمالية المتوحشة ميتة القلب والضمير ،نجد إنها عندما تواجه أزمات اقتصادية عميقة ،تقرر التخلص من فائض السكان كما تتخلص من فائض الانتاج “السلع” ،فتصنع الحروب والمجاعات والأمراض لتقضي على الطبقات المستغلة المستثمرة كفائض عن الحاجة..
وعند التأمل بفيروس كورونا نجد أنه صمم ،لاستهداف وقتل كبار السن وذوي الأمراض المزمنة ضعيفي المناعة ،يقضي عليهم ،لانهم صاروا عبئ على النظام الاجتماعي والاقتصادي الراسمالي بأمريكا واوروباء، وله أهداف اقتصادية ومأرب أخرى ،لاستعباد واسترقاق الشعوب ونهب ثرواتها ومصادرتها لطبقة ال١٪ في كل بلد بالعالم..
الا انه بالمقابل نجد أن تاريخ البشرية لايسير بخط مستقيم وتصاعدي نحو الرقي والحضارة والتقدم ،وانما يسير بخط لولبي،متعرج ،تتقدم الإنسانية والحضارة حتى تكاد تبلغ نحو الكمال ،ثم تغتر. وسرعان ما تنتكس وترجع القهقري إلى الخلف و تحصل لها ردة حضارية وثورية ..
ومن ذلك حصول اوبئة تحصد أرواح مئات الآلاف من الشعوب كل قرابة مائة سنة..
والتاريخ يخبرنا بذلك ،يبدو أن صنعاء مقبلة على تكرار ماحصل لها بالقرن الثامن الهجري ،كتب المؤرخ الواسعي أنه أصيب سكان صنعاء بذلك القرن بوباء قاتل وفي العشر الاواخر من رمضان وطوال ايام عيد الفطر كان يموت بالوباءبصنعاء قرابة ألف حتى انتكلت أسر بااكملها ولم يعرف لها وارث فخصصت ممتلكاتهم مقشامات للجوامع ومازالت إلى اليوم..
قبل يومين كنت أطالع في كتاب (أنا) للاستاذ عباس العقاد ولفت نظري سرد العقاد لأحد أهم أسباب حبه للعزلة عن الناس ،وتعلقه بالمنزل ،ومنها أنه حصل بمدينة أسوان وهو طفل مطلع القرن العشرين وباء قاتل فالزمت الحكومة الناس البقاء في بيوتهم وكان يموت كل يوم مئات الاشخاص ،وخيم الرعب على المدينة ،وظل مع أسرته بالبيت مدد طويلة حتى تعود على العزلة الاجتماعية..
الروائي الاديب العالمي نجيب محفوظ كتب رائعته ملحمته الحرافيش عام ١٩٧٧م وتنباء بحصول وباء قاتل، وبطل ملحمته عاشور الناجي ،نجى من وباء الشاطورة لانه غادر زحام المدينة وصعد الجبل ونصح كل أهل الحارة بمغادرة الزحام والصعود معه نحو الخلاء الجبل ،فلم يسمعوا له ،فغادر الحارة وحده هو وزوجته وابنه ،وعاد بعد أشهر وقد مات كل أهل الحارة بالوباء،بما فيهم زوجته الأولى وأولاده منها اللذي لم يصعدوا معه الجبل..
وعاد من الخلاء وطبق العدالة الاجتماعية بالحارة ووزع المال أموال الأغنياء اللذين ماتوا بالوباء حتى لم يبقى فقير أو متسول أو محتاج بالحارة وعاشت الحارة بسعادة. ورخاء ونعيم ..
عمر ابن العاص ولي على الشام من قبل الخليفة العادل عمر ابن الخطاب ،بعد أن ضربها الطاعون ومات بسبب الطاعون أبي عبيدة ابن الجراح ،ومن بعدة معاذ ابن جبل ولات الشام ،فخطب عمر ابن العاص بالناس وأمرهم بالتفريق والتجبل ،لان الوباء كالنار والناس وقودها..
اذا الحل هو التفرق والتجبل حتى تنطفئ نار وباء كورونا التى نحن وقودها وأخذ الحذر والحيطة ،وتجنب الازدحامات ومغادرة الاستهتار والامبالاة .. بالوباء وبلدنا ليست ناقصة مصائب..
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.